التاسع: قال ابن حجر رحمه الله: (وحمله بعض أهل الزيغ على ما يدعونه من أن العبد إذا لازم العبادة الظاهرة والباطنة حتى يصفى من الكدورات أنه يصير في معنى الحق، تعالى الله عن ذلك، وأنه يفني نفسه جملة حتى يشهد أن الله هو الذاكر لنفسه، الموحد لنفسه، المحب لنفسه).
فهذا هو حال أهل الحلول والاتحاد، وهذا القول زندقة وكفر والعياذ بالله، وهو مأخوذ من عباد الهند الذي يرون أن الإنسان في هذه الدنيا يجب عليه أن يصفي نفسه، ويخلص الجوهر، فيقولون: إن الإنسان مكون من جوهر وهذا البدن، فيصفي الجوهر -وهي الروح- بتعذيب البدن، فإذا صفيت من الكدورات فإنها تتحد بالإله، ويصبح -كما قالوا- إن ذكر فالذاكر هو الله، وإن نطق فالناطق هو الله، وإن تكلم فالمتكلم هو الله، ولهذا قال بعضهم: سبحاني سبحاني! ما أعظم شأني. عياذاً بالله تبارك وتعالى من هذا الكفر.
وقال الآخر: ما في الجبة إلا الله، وهذا هو الكفر الصريح الذي ليس من دين الإسلام في شيء.